عاث هذا المنون يسرف فينا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عاث هذا المنون يسرف فينا لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة عاث هذا المنون يسرف فينا لـ جميل صدقي الزهاوي

عاث هذا المنون يسرف فينا

فلحت تحتج الحياة المنونا

لم نكن بالارزاء نعبأ حتى

اخذ الموت قاهرا ادسونا

ذاك رزء عم الانام واني

لا ارى فوق الارض الا حزينا

اطفأ الدهر شعلة كانت الاضواء

منها يملأن منا العيونا

هد يقسو بمعول الموت ركنا

كان قد شادته الحياة متينا

افقد الخافقين مخترعا كا

ن بامثاله النبوغ ضنينا

علم العصر العبقري الذي قد

ذلل الصعب بالنهى مستعينا

وتقصى يبين ما لم يكن يو

ما لمن كان قبله مستبينا

ما اتى الكهرباء في الذكر الا

كان للفضل باسمه مقرونا

وهو القوة التي بقى النا

س دهورا عن امرها غافلينا

انما الكون كله كهرباء

وان انشق الناس يختلفوا

يا بلاد الامريك انا معزو

ك على رزء قد ابى ان يهونا

ملك الكهرباء خلدك العلم

وان كنت قد لقيت المنونا

ملك الكهرباء انا محيو

ك وان كنت في التراب دفينا

ملك الكهرباء ان علينا

لك فيما اخترعته لديونا

انني لا اعد من هو يحيا

في قلوب الورى من الهالكينا

لا يموت الذي يعيش بآثا

ر له في مصانع قد بنينا

لا يموت الذي يعظمه التأ

ريخ بعد القرون تقفو القرونا

لا يموت الذي توفق ان يعلن

ما كان سره مكنونا

واباحت له الطبيعة ان يخ

رج ما كان عندها مخزونا

انها لا تلقى المقاليد جمعا

ء الى غير من تراه امينا

وستبقى برغم موتك حيا

ما توالت بعد السنين السنونا

ان للأعمال الخلود مباح

لا لاجسام في القبور بلينا

انت من صيرت الليالي بيضا

بالمصابيح بعد ما كان جونا

انت من انطقت الجماد بما عندك

من قدرة فكان مبينا

انت من قد اشعلت في كل قطر

قبسا يهتدي به المهتدونا

وبذلت الجهد الجهيد فتيا

تصلح التغلراف والتلفونا

وقد اسطعت ان تحمل سلكا

في زمان انباء مختلفينا

وبعثت الاشباح ممن تناءوا

فرأى الناظرون ما يفعلونا

ونفعت الانام شرقا وغربا

باختراعات قد بلغن المئينا

وخدمت العلم العزيز لاجل العلم لم

تبغ منه دنياً ودينا

ولقد سرت فاحصا لا تبالي

أسهولا قد جبتها ام حزونا

أي خير للناس في نظر لم

يك بالفعل صدقه مقرونا

كل ما قد صنعت كان بديعا

كل ما قد ابدعت كان ثمينا

وخدمت الانسان بعد جهاد

متعب وهي غاية المحسنينا

تلك آيات قد سبقت بها مقتدرا

في حياتك الاولينا

ايها المبدع الكثير المناحي

أي شيء تركت للآخرينا

انت حيّ وانت ميت وهذا

من خصال قد حازها الخالدونا

اصبح الروح مطلقا يتسامى

غير ان الجثمان امسى دفينا

وكأن الارواح قد كن سجنى

وكأن الابدان كن سجونا

اتعبتك الحياة حتى مللت العيش

فاخترت في المنايا السكونا

واذا ما الحياة دب بها الوهن

فليست الاّ اسى وشجونا

ما لقاء المنون منك ببدع

أي انسان لا يلاقي المنونا

قد وددنا لو كنت للعلم تفدى

بالوف تحيا من الجاهلينا

يا لها من نوي على الرغم منا

قد قضى الدهر ان تكون شطونا

غير انا كنا نظن بان الموت

يستحيي ان يغولك فينا

ايها الراحل الكريم رويدا

فاليك الحاجات لم ينقضينا

اكبرت اذ فشا نعيك فيهم

امم الارض امره اجمعينا

انا لو كنت عند قبرك طأطأ

ت له الرأس خاشعا والجبينا

كنت في امر الروح توجس ريبا

فهل اليوم قد بلغت اليقينا

واذا كان الروح ليس بفان

فافدنا علما بذاك مبينا

انما هذا الكون بحر خضم

تستبيح الامواج منه السفينا

نعمة هذه الحياة لو ان الناس

من شر بعضهم يسلمونا

غير ان الفتى يعيش مهانا

من اناس يلقونه او مهينا

ان بين الذين يحيون فوق

الارض حربا على البقاء طحونا

ما على وجه الارض من هو يبقى

من رحاها التي تلحّ مصونا

شرح ومعاني كلمات قصيدة عاث هذا المنون يسرف فينا

قصيدة عاث هذا المنون يسرف فينا لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها ستة و خمسون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي